مقابلة حول هوية لبنان نسيب حطيط
عند تأسيس الكيان اللبناني لم يتم الاتفاق على هوية اصيلة وثابتة لهذا الكيان.
_ الميثاق الوطني او العقد السياسي الوطني لا يستوفي الشروط القانونية اللازمة، يمكن انه يشبه المساكنة السياسية بين المسلمون والمسيحيون لكنه لم يكن على أسس ثابته منذ تأسيس هذا الكيان بعد ما يعرف الاستقلال الظاهري.
_ الحرب الأهلية في لبنان التي بدأت في 1975 لم تنتهي وبعض خطوط التماس ازيلت جغرافيا لكنها بالواقع موجودة حتى اللحظة في الذاكرة الشعبية.
_الشيء الوحيد الذي يثبت ان هناك لبنان واحد هو الرقم التسلسلي لجواز السفر والهوية، لكن الانتماء الوطني والثقافي الموحد والهوية القومية الموحدة غير موجود.
_ يمكن حفظ الوجود المسيحي في لبنان دون التنكر للجغرافية العربية للبنان كما في مصر والعراق وسوريا.
_ في لبنان منذ الاستقلال لم تؤسس دولة لكن هناك ما يشبه الجماعات السياسية.
_ المؤتمرات التي جاءت لدعم الصيغة اللبنانية مثل مؤتمر الطائف ثم مؤتمر الدوحة ثم مؤتمر باريس، هذا الكيان الذي تديره ما يسمى الدولة الغير موجودة لا بد له حمايات إقليمية ودولية وايضا وصايات بعضها مباشر وبعضها غير مباشر.
_ الفترة التي حكم اللبنانيين فيها أنفسهم منذ عام 2000 اخرج الاحتلال الاسرائيلي وبعد 2005 خرج الاخوة السوريون من لبنان وبالتالي توفر للبنانيين حكم أنفسهم لكن وصلنا إلى حالة الانهيار لعدم وجود دولة.
_ ركائز الدولة والهوية والتاريخ في لبنان غير متفق عليها، يمكن وصف الهوية اللبنانية بدوار الشمس لان كل يوم هناك هوية للبنان يوم عربية ويوم فرنسية ويوم إسرائيلية بجزء منها ويوم هوية خليجية تدور بشكل دائم.
_ في لبنان لا نعترف بثقافات بعضنا البعض ولايزال هناك مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية وهناك من يعتبر نفسه مواطن مؤسس ويعتبر الآخرين مواطنون لاجؤن مع انهم هم الأساس ولا نتفق من العدو ومن الصديق ولا اعتراف بأنفسنا.
_ بدل ان نقول على ماذا نختلف في لبنان لابد من الكلام على ماذا نتفق.
_جلسات الحوار الوطنية التي تضمن مختلف الاقطاب في لبنان لم تنجح لأنها كانت جلسات مجاملات وهناك خطاب سياسي على الطاولة وسلوك مختلف في الشارع، مثلا الحرب الأهلية التي بدأت سنة 1975 وانتهت بعد اتفاق الطائف سنة 1990 لا تحتاج اكثير من ساعة فقط لتعود ويمكن خلال دقائق واكبر مثال حادثة الطيونة وخلال دقائق اشتعلت.
_ بعد سنة 1990 كان على الفقراء ان يكونو صادقين باعتذارهم واعترافهم بالخطاء وفي بناء المستقبل وهذا ما لم يحصل.
_ لبنان عبارة عن ولايات طائفية متحدة ولم يصبح لبنان واحد والدليل ان طريق صيدا القديمة التي تفصل الضاحية عن ما يعرف بالشرقية لا يحق للمسلم الاستأجار او شراء عقار فيها وهو الذي يبعد عشرة أمتار عنها بينما الأجانبي يحق له التملك بنسبة ١٠٪، اي ان جدار برلين سقط لكن جدار طريق صيدا القديمة لم يسقط.
_ اللبنانيين كتل قد تجتمع في لحظة ما لكن لم تتحد.
_ الطبقة السياسية مسؤولة بلا شك لكن الطبقة الشعبية أيضا مسؤولة لأنها تجدد لهذه الطبقة السياسية على مدار 30 عام وستستمر في التجديد لها لمدة 100 عام لو ترشحت لأنهم رضيو بها وبما تفعله.
_ قبل 1975 لم تكن هناك طوائف متفرقة لكن الآن لكل طائفة مستشفياتها واذاعتها ومدارسها وحضانتها وجامعتها والسوق الخضار التابع لها وسوق الثياب.
_ لو ما وجود الجيش اللبناني والقوى الأمنية والجامعة اللبنانية لا يمكن لأي مولود من اي طائفة حتى مماته ان يتعرف او يساكن اي شخص من طائفة ثانية.
_ الانقسام النفسي و الثقافي والسياسي والجغرافي على مر وقت يترسخ اكثر، نحنا فعليا مجموعة فدراليات غير معلنة لا يجمعنا الا الهوية وجواز السفر والغرامات ونشترك أيضا والمصائب والديون وخسارة الكهرباء والمياة والودائع.
_ الفرنكفونية على المستوى العالمي ذابت لصالح للعالم الجديد الاميركي او الإنكليزية، الفرنكفونية على المستوى السياسي والثقافي لازالت تقاوم حتى تبقى وهذا ما انعكس على لبنان.
_ التأثير للسفيرة الأميركية على لبنان اكبر مو تأثير الرئيس الفرنسي.
_ التوجه نحو الشرق منذ اكثر من عشر سنوات لم ينتج ومفرجات هذا الاتجاه السياسية والاقتصادية والثقافية لم تترجم حتى على مستوى الأفراد مثلا اذا اراد احد اللبنانيين ان يهاجر للطلب العلم او العمل أو التجارة حتى السياحة يتوجه إلى المنطقة الغربية اي لامريكا والاتحاد الأوروبي وليس الى روسيا او الصين او إيران او الهند، ولم تنفتح الدولة اللبنانية او ما يشبه الدولة للشرق نتيجة القيود الأمريكية.
_ في لبنان هناك ميثاق سياسي جرب لمدة 70 عام وكل عشر سنوات هناك ميثاق يدمر ما تم بناءوه ويحتاج سنوات لبناء جديد، .....